لا أتذكر من الذي قال كل شعب يستحق جلاده، وهل قيلت بنفس الصيغة بمعنى أن كل الحكام جلادين، والفرق فقط بينهم في الذي يجلد بما يرضي الله والذي يجلد لإرضاء شهوة لديه باعتبار ان كل محكوم يستحق الجلد أو من يجلد لأنه يرى أن في الجلد مصلحة عامة للبلاد بها تستقر وتقوى وتستمر وتنتشر وتنمو!!
حدث في مصر وفي تونس وفي سوريا واليمن وليبيا ويحدث في السودان تزامنا مع الجزائر، وكلهم يؤكدون أنها مؤامرات خارجية تحركها دول عدوة لزعزعة استقرار أنظمة الحكم في المنطقة، لكن لم نر نظاما واحدا يلقى باللائمة على نفسه، ويعترف ان سوء إدارته للبلاد وغياب الديمقراطية وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع وغياب الشفافية وتكافؤ الفرص والمحسوبية وتفشي الفساد.. وو و كل هذه "الواواوت " هي التي تهدم هذا الاستقرار المزعوم!!
ويبدو إنها إرث تاريخي بين الحكام العرب، فمنذ ان قال سيدنا عمر بن الخطاب قولته الشهيرة "أصابت امرأة واخطأ عمر" لا أتذكر حاكما واحدا القى باللوم على نفسه، أو حتى رغب في ترك السلطة بإرادته شبعآ او قرفا، فكل الحكام صالحين والمؤمرات هي التي تستهدفهم مع غياب عدم الوعي والجهل المتفشي في الشعوب الذي يتماهى مع تلك التدخلات.
حتى أن الشعوب او قطاعات صارت تصدق ما تلوكه أجهزة الإعلام التابعة، فتجد من يدافع عن مبارك وهو يعرف مكان فساد نظامه أو من يحن إلى زمن انفتاح السادات بعيوبه، أو يرى في سلطوية عبد الناصر مثالا يحتذى، ليس هذا فحسب بل أن هناك من يحن لأيام الملكية والاستعباد رغم انه لم يعش تلك الأيام، ولا يمكن أن يكون هذا طبيعيا إلا إذا كان الواقع المعاش سيئا إلى الحد الذي يتمنى الناس أن ينصرفوا ولو إلى الأسوأ أو إلى المجهول!آ
ولا تدري إلى متى تستمر فزاعة المؤامرة الخارجية او الإرهاب الذي لا ينتهي تنطلي على الشعوب، وهي بالفعل لا تنطلي لكن وطنية الشعوب ومحبتها لأوطانها هي التي تجعلها تصبر وتنتظر، فلا اعتقد ان السوريين راضون عن حكم الأسد بقدر خوفهم من تقطيع سوريا وتقطيعهم معها، وقس على ذلك في كل الأقطار القربية والبعيدة.
حزن الختامآ :-
ليه تلمحي ضحكتي
تكلضمي في وشي
وكل ما آجي أحضنك
تخافي وتكشي
وكل ما ابقي شاريكي
ألاقيكي بايعاني
وتملي عن فرحتي
وحلمي منعاني
بحلم بساعة صفاآ
وفيها سيعاني
حضناني وبتضحكي
آ متبعتريش عشي
--------------------
بقلم: على إبراهيم
من المشهد الأسبوعي